م. فواز الحموري
بعيدا عن الظروف الصعبة التي نعيشها، تردد الأزهار مؤخرا ومع تفتحها وظهورها للحياة، العديد من الدروس لنا لإشاعة التفاؤل والرجاء في النفوس؛ فهذه الأزهار ما هي سوى مشاريع للعطاء والثمر وسنة من سنن الحياة.
من يتدبر فترة البراعم وسكونها خلال فترة الشتاء لفترة ليست بالقصيرة يستطيع سماع صوت البراعم الزهرية عندما تنطلق بقوة وعزم نحو الطبيعة للتسبيح والحمد للخالق المصور لجمال الأزهار والوانها المتناسقة والجذابة.
الزمن المقدر من المولى جلت قدرته هو ما تردده الأزهار الآن وترشدنا الى أن لكل وقت اجلا دقيقاً يأتي في موعده؛ كانت الاغصان غارقة في السكون إلى أن تدفقت الحياة إليها وغدت متأهبة للنشاط من جديد مع زقزقة العصافير ومع موسم الفرح والسرور ومن ثم عقد الأزهار وتكون الثمر.
تأمل وتدبر الأزهار الآن على وجه الخصوص يساعد في تلمس متعة الانتظار للقادم الأجمل والأفضل في صفحة الوجود ورسم لوحة من التفاؤل لدى الجميع لرؤية وتصور الأزهار عن قرب منذ بداية تكون البراعم ومروراً بتفتحها على مراحل وانطلاق الأزهار بسلام تحفها الأوراق للحماية من الأخطار.
حكاية جميلة هي وسريعة فسرعان ما تتفتح الأزهار وتغدو مثل جبل وبألوان زهية وبدرجات متنوعة تستقطب عدسات المهتمين ممن يعشقون التقاط الصور في هذه الفترة الوجيزة من الزمن وبثها للراحة وتدبر الجمال الرباني.
تردد الأزهار مع فصل الربيع الكثير من أناشيد الحياة لدفع النشاط والحيوية والعطاء الى كل من يرغب بالجلوس مطولاً مع جمال الروح عبر منظر زهرة لوز أو مشمش أو دراق أو كرز أو خوخ والعديد من أشجار الفاكهة تلك المنتشرة في البساتين الخاصة وفي ساحات البيوت وعلى امتداد الوطن الجميل.
تردد الأزهار بأن علينا الانتباه الى عالم الطبيعة المشرق بنور ربها واكتمال الأمر بتدبير الله بشكل زمني دقيق والحمد على نعمة ذلك كله؛ لقد استحق وحق الأمر وكله لله وثبت الفصل بعد الفصل دون تأخير أو تقديم.
ثمة جوانب عديدة ومتنوعة للراحة مع عالم الأزهار للشعور بنعم الله علينا والعيش بسلام وآمان مع النفس وإطلاق العنان لمشاريع الخير في عقولنا علها تخرج للحياة مثل الأزهار تماماً ونردد: يا الله.
[email protected]